قصة عاطل قتل زوجته بعدما كشفت تحرشه بابنته
الحياة الأسرية تفاهم وتكامل ووفاء والتزام وكرامة، فإذا اختل مقياس من هذه المقاييس، يأتى الخلل منبها بدقاته على اقتراب الخطر، وحدوث كارثة تهز كيان الأسرة التى بدورها تهز كيان المجتمع ببشاعتها.
الجريمة التى شهدتها منطقة إمبابة تستحق أن نطلق عليها أنها من أكثر الجرائم بشاعة، حيث قام خلالها عامل بقتل زوجته بتهشيم رأسها بالشاكوش بعد أن تزايدت الخلافات بينهما، لاكتشافها محاولته التحرش بنجلته التى لم تتعد السادسة عشرة من عمرها، وعقب هروبه قام نجله بالإدلاء على مكان اختفائه لرجال المباحث الذين قاموا بإلقاء القبض عليه وإحالته إلى المحاكمة الجنائية التى قضت بسجنه 12 عاما بتهمة القتل والتحرش.
بدأت أحداث الجريمة عندما تزايدت الخلافات بين "محمد.ا" وزوجته "عواطف" بسبب تركه لعمله وجلوسه فى المنزل رافضا البحث عن أى فرصة عمل تؤمن له لقمة عيش وتكفل لأسرته حياة هادئة تنقذها من الحرمان الذى بدء يلاحقهم عقب تركه لعمله وتحوله من مسمى عامل إلى المسمى الآخر الذى يحمل عكسه تماما، وأصبح ينتمى لقائمة العاطلين تاركا هم معيشته على زوجته وأبنائه وأصبح عالة عليهم لا يؤمن حتى لنفسه لقمة عيشه.
وفى أحد الأيام لاحظت زوجته نظراته الشهوانية التى تنطلق من عينيه مخترقة جسد نجلته الصغيرة التى بدءت تتحسس خطاها فى طريق المراهقة، ووجدته كأنه يلهث خلفها، فبدأت الزوجة تأخذ حذرها محذرة نفسها من وقوع مصيبة قد تطيح بشمل الأسرة الذى بدأ يتهاوى مع انقطاع زوجها عن العمل وشهواته المحرمة التى تطمع فى جسد ابنته الصغيرة، حتى جاءت اللحظة التى أكدت لها حقيقة ما توقعته وما خافت منه عندما وجدته يتلصص على ابنته أثناء نومها محاولا التحرش بها، فقامت بنهره مؤنبة إياه على خطيئته التى لابد أن يعود عنها متمسكا بما تبقى له من بقايا عقل قبل أن تقع الفاجعة التى تعصف بهم جميعا وتلحق الأذى بهم كعائلة عاشت دوما لا يسمع أحد عنهم سوى الخير.
وعقب هذه الواقعة بدء كل منهما يتحسس الخطأ للأخر حتى جاءت اللحظة الحاسمة التى تجسد الشيطان بذاته داخل منزلهما ليحول مسار الأسرة إلى الاتجاه المعاكس نحو الانهيار، عندما طلب الزوج من زوجته تحضير الإفطار له، فاستجابت لطلبه وأثناء تقديمها له وإحضارها كرسى للجلوس عليه سقط منها سهوا واصطدم بقدمه، فانهال هو عليها بسيل من الشتائم محاولا التعدى عليها، ووقفت هى فى حالة استعجاب شديدة لما يحدث لردة فعله الذى جاء أقوى من الفعل نفسه بمراحل،
وعندما لاحظت هجومه عليه لضربها توجهت إلى المطبخ لإحضار سكين للدفاع عن نفسها وتهديده بها إلا أنه كان أسرع منها فالتقط"شاكوش" كان بجانبه وانهال على رأسها بالضربات حتى سقطت بين يديه غارقة فى دمائها جثة هامدة، وسط ذهول نجلهما ونجلتهما، وفر بعدها هاربا خوفا من عاقبة فعلته التى ارتكبها فى حالة من غياب العقل والحس معا،
وبعد مرور عدة أيام من هروبه فوجىء نجله به يقابله ويخبره بندمه على الجريمة التى ارتكبها وأخبره خلال حديثه معه بمكان اختفائه، فقام الابن بالاتصال برجال المباحث وأخبرهم بمكان اختفاء والده، ليتم إلقاء القبض عليه وإحالته إلى النيابة الذى أعترف أمامها بارتكاب الواقعة، فتم إحالته إلى المحاكمة الجنائية التى قضت بمعاقبته بالسجن 12 عاما.