أما بعد:
فإن أصدَقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هدي محمدٍ r ، وشر
الأمورِ محدثاتها، وكلَّ محدثَةٍ بدعة، وكُلَّ بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار
عن أبي نجـيـج العـرباض بن سارية رضي الله عنه ، قال : وعـظـنا رسول الله صلي الله علية وسلم موعـظة وجلت منها القلوب ، وذرفت منها الدموع ، فـقـلـنا : يا رسول الله ! كأنها موعـظة مودع فـأوصنا ، قال : ( أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد ، فإنه من يعــش منكم فسيرى اخـتـلافـا كثيرًا ، فعـليكم بسنتي وسنة الخفاء الراشدين المهديين عـضوا عـليها بالـنـواجـذ ، واياكم ومـحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلاله ) رواه أبو داود [ رقم : 4607 ] والترمذي [ رقم : 2676 ] وقال : حديث حسن صحيح
أخي و أختي الشباب المسلم هذه رسالتي إليكم
أتحدث فيها مستظلين بحديث النبي r هذا و كذا قوله r من احدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد
و قد ذكر أهل العلم أن العمل لا يقبل إلا بشرطين النية الصالحة و الإتباع للنبي rصلى الله عليه وسلم
الإخوة و الأخوات الكرام
هذا الموضوع الذي نحن بصدده موضوع جدا مهم وذلك لكون الموضع يتعلق بشروط قبول الأعمال عند الله تعالى و ما فائدة العمل إن لم يكن مقبولا عند الله تعالى ؟!
كما انه يلامس الواقع الذي نعيش فقد نجد أنفسنا تائهين بين قول عالم و عالم آخر و ينتشر هذا الأمر و ينسحب على كل مسالة حديثة ويختلف فيها بين اخذ ورد في شريحة كبيره من الناس و الشباب خاصة الذين يرغبون بالانتماء للإسلام انتماء حقيقي لذلك تواجههم الأفكار المختلفة فيكون الشاب في حيرة من أمره
ممن يأخذ علمه من فلان أم من فلان ويصبح مشتت الفكر والذهن ويشعر بالضجر والحرج
لذا ومن حرصي على هذا الجيل ولكي لا يعبث الشيطان به أوجه له هذه الرسالة
البدعة و ما يتعلق بها
التعريف
والبدعة هي كل مستحدث في أمر الدين في أمور العبادة
و البدعة قد تكون من أصل صحيح و قد تكون بدون أصل ديني
واقصد بهذا أنها من أصل ديني كان يصلى المصلي صلاة الضحى عشرين ركعة وهذا لم يرد عن النبي و لكن ورد عنه الدعوة لصلاة الضحى فهذه بدعة لا باس فيها
وهناك بدع استحدثت على عهد الخلفاء هذا لا يكون بعيدا عن المورد العذب كون النبي r قد ذكرهم في الحديث فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضو عليها بالنواجذ
ومثال هذا صلاة التراويح و ما تعارف عليها الناس من صلاة 8 او 12 او 20 ركعة في رمضان
وما قولي ليس لها أصل ديني أي أن البدعة أمر ليس له أصل في الشريعة فيكون الأمر مستحدث بالكلية
أقسام البدعة
1 - البدعة الواجبة
مثالها جمع القران _ الرد على الأفكار الهدامة و الأديان الباطلة _ ودراسة الأفكار والاعتداء على الإسلام _ ومنها دراسة علم التجويد
2 - البدعة المحرمة
- مثل الانتماء لأفكار هدامة .......... الخ
و كذا الزيادة و النقيصة في أمر العابدة كان تصلي العصر بأكثر من أربع ركعات وهنا الصلاة لها أصل ديني لكن الشرعة حدد العدد فلا يجوز الزيادة فيه أو النقصان لكونه أمر تعبدي
3 بدعة مندوبه
- مثل صلاة التراويح أي أمر ديني ممدوح لم يفعله الصحابة الكرام
والدليل قول عمر بن الخطاب عن جمع الناس في _ التراويح نعمة البدعة هي
و قد يكون منها جميع الناس في مكان واحد للطعام في رمضان أي موائد رمضان
أو إنشاء بيت للمسافرين يطعم فيه احد الكرماء أو الأغنياء كل من يحل ضيفا
هذا لم يرد في السنة لكن أصلة موجود من قول النبي r
"إطعام الطعام ولين الكلام ... "
4 - بدعة مكروهة
وهي ما يستحدث في الدين أيضا من أمر تعبدي لا يصل حكمه إلى التحريم حيث لا يكون مستحدث في فريضة من الفرائض
يراجع كتب للإمام العز بن عبد السلام وغيره من العلماء الإجلاء
و اعتذر حيث انقل هذا الكلام من ذاكرتي التي تحمل هذا منذ زمن بعيد
الإخوة و الأخوات
هذه قاعدة عامة للبدعة وممكن إدراج كل مسالة طارئة علينا تحت هذه القاعدة
الاحتفالات بالمولد النبوي و أو الهجرة أو الإسراء و المعراج وغيرها من القضايا
وبجدر هنا الإشارة أن الاحتفالات ليست أمر تعبدي حتى تكون بدعة محرمة أو مكروهة
لقول من احدث في أمرنا هذا أي في ديننا وعباداتنا و الاحتفالات ليست إحداث ديني
فما المانع من وجودها طالما أنها تقام لهدف التذكير بالسيرة النبوية أو بأهمية الوطن في الهجرة و الإعداد الجد من اجل نصرته أو في الإسراء الذي يأتي هذه الأيام ليذكرنا بأهمية المسجد الأقصى الذي يتعرض لمحاولات الهدم من يهود
وحال الاحتفالات هذه كغيرها من الاحتفالات فهل نقول حفل تخرج الطلاب من الجامعة بدعة
أو حتى وجود الجامعة بشكل الحالي من كليات ومعاهد بدعة .
هل الاحتفال بذكرى الثورة أو الانتفاضة أو تحرير الأرض بدعة؟!!! لماذا ؟!!! هذه ليست بدع وان ابتدعت فهي نعم البدعة
ومن المهم أن نعرف بان
ليس لدينا في الدين مسائل غير مهمة فكل ما ورد في القران الكريم و السنة العطرة مهما جدا ....
لكن هناك فقه للواقع و أوليات للعمل الإسلامي
ما دفعني لقول هذا أن هناك أفكار دائما تعيدنا إلى الوراء القهقرى و تشغلنا بمسائل عفا عليها الزمن بل أكل عليها وشرب و فتح مجال للنقاشات وتثريها وهي في حقيقة المر مسائل قد اندثرت و اندثرت أسماء حامليها
وهذا بفتح أبواب كثيرة لحوارات الأصل منها إبعاد الفكر الإسلامي و أهله عن المسائل الواجبة عليهم في زمانهم
لكن يتركون مسائل واجبة في حقهم كالدعوة للجهاد ورفع همة الأمة بالثبات و الصبر ،
مع الاحترام لكل مسالة دينية لكن العالم ينبغي أن يشتغل ويشغل الأمة بما ينبغي أن تشغل به
يحدثني احد أصدقائي قال قام الاحتلال الصهيوني باعتقال شريحة كبيرة من الحركة الإسلامية تعدادهم بالمئات فكانت ضربة قوية للحركة الإسلامية في فسلطين و قدر الله اعتقل معهم احد من يحمل هذا الفكر
هم الشباب لصلاة الجمعة الأولى وهم بين من يعتقل لأول مره و من يبعد عن بيته لأول مره ويستذكر الأبناء و الزوجة ويتألم من الآم الضربات التي تلقاها
اختاروا هذا الشيخ لما لاحظوا عليه من سمات وهيبة المشايخ
قال الشيخ خطيبا وهنا الفاجعة الشيخ يخطب حول
البدعة في أمور الزواج و الطلاق و الأعراس و موكب السيارات و لباس العروس و ووو والخ
وهل يتكلم في هذا في هذا الوقت ؟!!! وهل يتحدث عن هذا حاصلان في السجون ؟!!
هذا هو الفكر وهذه هي المدرسة التي تقود في هذا الوقت فتجدهم حين يعلمون الطالب لديهم قبل أن يتعلم الإيمان و حب المسلمين ووو وقبل كل شيء يتعلم أن العالم الفاني كلب عاوي و الأخر اسمة القرضاوي فيتبعونها بقولهم _قرض الله وجهه_ كبرت كلمة تخرج من أفواههم .. وحقد على كل من ينتمي للسلام من غير حزبهم و فرقتهم التي يقون هي الناجية و ما سواها مبتدع وخارج عن أصول السنة النبوية وإنهم تحت إطار الفرق التي ذكرها النبي في الحديث اختلفت اليهود على .... و تختلف أمتي على ثلاث وسيعين كلهم في النار إلا واحدة " الحديث و الحديث اصلان لم يصح
ما سبق من كلام هي كلماتهم حول جماعتهم التي أنتها إليها الفهم و العلم .. في نظرهم
فهل هذا هو دور العلماء ؟!!!... بل ان العلماء حيث كانوا مشاعل الخير ومبعث النور و العزة في الأمة
لم يكونوا أتباع سلطان أو منصب و إنما كانوا دعاة تغير و إصلاح وجهاد
و في الامة الان الكثير من هؤلاء العلماء الذين يعلمون الناس و يرفعون هاماتهم و يامرون بالمعروف و ينهون عن المنكر ويجاهدون في سبيل الله تعالى
واستشهد منهم منذ وقت يسير العالم الرباني اكثر علماء فلسطين علما بالحديث الشريف و اصوله
الدكتور " الشهيد ان شاء الله " نزار عبد القادر ريان رحمه الله الذي كان في الدرس مدرسا و الجامعة محاضرا و البيت مربيا و معلما و في المسجد خطيبا وواعظا و في الميدان مجاهدا و مرابطا على ثغور الاسلام و محرضا للمجاهدين على القتال
هذا مثال للعالم الرباني المجاهد ويحتذا به في هذا الزمان ويشار اليه بالبنان و العرفان