اللواء محسن حفظى مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة
بعد مرور يومين على عثور الأهالى بمنطقة العمرانية على جثة مجهولة لشاب فى العقد الثالث من عمره بشارع مصر والسودان تمكنت الإدارة العامة لمباحث الجيزة من كشف التفاصيل الكاملة لقصة وفاته وإزاحة الغموض الذى كسى معالم الجريمة.
بداية القصة كانت يوم الأربعاء 31 مارس الماضى عندما تلقى المقدم مدحت فارس رئيس مباحث قسم شرطة العمرانية، بلاغاً من "أحمد.م.ى" موظف بالمعاش، أفاد أنه عثر على جثة مجهولة لشاب ملقاة أمام منزله وعلى الفور تم إخطار اللواء محسن حفظى مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة وتم الانتقال إلى محل الواقعة وتشكيل فريق بحث كانت مهمته كشف ملابسات الواقعة.
تبين من معاينة الجثة، أن الشاب بكامل ملابسه ولا يوجد بحوزته أى أوراق شخصية تثبت هويته أو تدل على حقيقته، ومن هنا بدء فريق البحث عمله وتم رصد جميع بلاغات التغيب التى تقدم بها المواطنين فى هذه الفترة حتى تم التوصل إلى أحدى البلاغات التى تقدم بها "أحمد.ع" 50 سنة موظف بوزارة التجارة إلى قسم شرطة العمرانية أفاد فيه بتغيب نجله "هيثم" 27 سنة مدير مطعم مأكولات شهير، ومن خلال مطابقة الأوصاف التى ذكرت فى البلاغ مع أوصاف الجثة جاءت المطابقة وبعرض صورة الشاب على مقدم البلاغ تعرف عليها وتبين أنه هو نجله الذى اختفى منذ يومين.
كشفت تحريات العميد فايز أباظة مدير المباحث الجنائية بعض التفاصيل التى أزاحت الغموض تدريجياً، حيث تبين أن شقيق المتوفى "حسام" نقيب شرطة كان قد تلقى اتصالاً من شقيقه المتوفى فى يوم اختفائه أخبره فيه أنه بصحبة صديق له واتفق معه على المبيت بشقته الكائنة بمنطقة نصر الدين بالجيزة وأنه سيتوجه فى اليوم التالى إلى مقر عمله مباشرة، وكانت المعلومة الثانية التى تم التوصل إليها أن المتوفى كان يتعاطى المواد المخدرة وبالأخص مخدر "الهيروين".
وأضافت التحريات التى أسفرت عن جهد فريق البحث، أن الشقة الذى أجرى منها المتوفى آخر اتصال بشقيقه ملك صديقه "عمرو.ا.ع" 35 سنة حاصل على بكالوريوس تجارة وبسؤال حارس العقار "السيد.ع" أفاد لرجال المباحث أنه شاهد صاحب الشقة وشقيقه "علاء الدين" 30 سنة موظف أثناء مغادرتهما العقار وبصحبتهما شخص لا يعرفه فاقد الوعى قاما بحمله على كرسى خشبى وقام الشقيقان بطلب مساعدة سايس الجراج لوضعه داخل السيارة الملاكى جيزة رقم "105893" وعلى الفور توجه رجال المباحث إلى مكان تواجد الشقيقين وبمواجهتهما جاءت روايتهما كالتالى:
أنهما اتفقا مع المتوفى على قضاء سهرة داخل شقتهما يتناولون فيها المواد المخدرة وبالفعل استقلوا سيارة أحد أصدقائهم يدعى مدحت وتوجهوا إلى مدينة السلام لشراء بعض تذاكر الهيروين من أحد التجار الذين يتعاملون معه، وأثناء عودتهم تناولوا جرعة من الهيروين وعادوا مرة أخرى إلى شقتهم لاستكمال السهرة المتفق عليها وفور عودتهم فوجىء الشقيقان بصديقهم يصاب بحالة من الإعياء الشديدة عقب تناوله جرعة أخرى من الهيروين وبالكشف على نبضات قلبه اكتشفا أنه قد فارق الحياة.
فإصابتهما حالة من الهلع وقررا عدم الإبلاغ عن الواقعة والتخلص من آثارها حتى لا يقعا تحت طائلة القانون والخوف من توجيه تهمة القتل وتعاطى المخدرات لهما، واتفقا على حمل جثته وإلقائها فى مكان بعيد عن شقتهما وقاما بوضعه داخل السيارة والقيا جثته بالمكان الذى عثر عليها الأهالى وعادا إلى شقتهما مرة أخرى حتى تمكن رجال المباحث من ضبطهما، وإحالتهما إلى النيابة التى باشرت التحقيق.