وأسفر الحريق الذى استمر لأكثر من 7 ساعات وشاركت فى إخماده أكثر 80 سيارة من قوات الإطفاء بالقاهرة والجيزة والقوات المسلحة و15 سيارة إسعاف عن تفحم 3 أشخاص وإصابة 50 من الأهالي والشرطة بالاختناق ، وقدرت الخسائر المادية المبدئية للحريق بحوالى 50 مليون جنيه.
وكان الحريق بدأ في الساعة الثانية من صباح الثلاثاء عندما سقطت سيارة ملاكي من أعلى كوبري التونسي لتشتعل النيران بها وتمتد ألسنة اللهب إلى الأكشاك المجاورة وأكثر من 50 فرشة لتجار بالسوق، وحاول عدد من الأهالي المقيمون بجوار السوق السيطرة على الحريق بمجهودات فردية، لكنهم أمام سرعة النيران فشلوا في ذلك، واستنجدوا بقوات الحماية المدنية لتحضر في البداية سيارة واحدة تقف أعلى الكوبري وتبدأ في محاولات الإطفاء، وبعدها تحضر 4 سيارات أخرى للمساعدة في عمليات الإطفاء لتتوالى أصوات الانفجارات في المكان، والتي نتجت عن اشتعال النيران بكشك كان مخصصا لبيع أنابيب البوتاجاز .
وتطايرت ألسنة اللهب والاسطوانات المشتعلة إلى مسافات بعيدة وتساقطت النيران فوق "فروشات" الباعة الجائلين، وتحول السوق إلى كتلة من اللهب، وتصاعدت الأدخنة والنيران إلى السماء وسادت حالة من الذعر والخوف بين سكان المنطقة الذين هرولوا إلى الشوارع الجانبية.
وبعد فشل الـ 5 سيارات الأولى في السيطرة على الحريق، حضرت 15 سيارة أخرى في الرابعة فجراً لتقف على جانبي الكوبري، ويسرع بعضها إلى الشوارع الجانبية المحيطة بالسوق لتشمل عملية الإطفاء المكان كله، وتحاصر مدافع المياه السنة اللهب في كل اتجاه، ويتم استدعاء سيارات أخرى تابعة لمطافي الجيزة والاستعانة بقوات الإطفاء التابعة للقوات المسلحة والسلالم الهيدروليكية التى استخدمها رجال الدفاع المدني للهبوط من أعلى الكوبري إلى وسط السوق حيث تشتعل النيران بكثافة، لإتمام عمليات الإطفاء.
وأمام اندفاع أصحاب الأكشاك والمحال التجارية لمعرفة آثار الحريق وحجم الخسائر التي تسببت بها النيران، فرض أكثر من 700 مجند وضابط طوقاً أمنياً حول مكان الحريق، وقاموا بعمل كردوناً أمنياً لمنع أصحاب المحال من الدخول إلى مكان الحريق ومحاصرة النيران لمنع امتداها للمقابر والمناطق المجاورة .
وفي السابعة صباحا نجحت قوات الإطفاء في السيطرة على السنة اللهب وبدأت فى عمليات تبريد وتقليب الأشياء المحترقة لمنع تجدد امتداد النيران أو اشتعالها مرة أخرى، واستمرت عمليات التبريد لمدة 4 ساعات، ليسمح بعدها لأصحاب الأكشاك والمحال بالدخول إلى المكان لتفقد محتوياتها، وحصر خسائرهم وإنقاذ ما تبقى دون إمتداد النيران إليه، ويحضر رجال المعمل الجنائي الذين حضروا للمعاينة ورفع أي آثار تدل على أسباب الحادث، ليعثروا على السيارة التي تسببت في الحادث وبداخلها 3 مجهولين تفحمت جثثهم بالكامل نتيجة انفجار السيارة ولم يتم التعرف علي هويتهم.
وأكد مصدر أمنى أن رجال الإطفاء واجهوا صعوبات كبيرة أثناء إجرائهم عمليات الاطفاء نظرا لاتساع مساحة العشش الخشبية التى اشتعلت بها النيران ووجود كميات ضخمة من البضائع المتنوعة مخزنة بطرق عشوائية فى تلك العشش أسفل الكوبرى .
وقامت لجنة تابعة لشركة المقاولون العرب بفحص الجسم المعدنى لكوبرى التونسى لظهور بعض الأسياخ الحديدية أسفل الكوبرى بعد الحادث للوقوف على حالته وما إذا كان قد تأثر بالحريق أم لا، حيث اثبت التقرير المبدئى للجنة بأنه لا خطورة على جسم الكوبرى، ولكن لن يتم السماح للسيارة النقل الثقيل من المرور عليه، ولكن سيسمح لسيارات الملاكي والنقل الخفيف فقط لحين إجراء معالجات خرسانية بالكوبرى خلال 48 ساعة القادمة .
وخلال تفقده لموقع الحادث، أصدر الدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة تعليماته بتشكيل لجنة فنية لفحص جسم الكوبرى وبيان مدى تأثره بالحادث والحريق والذى تسبب في وجود كسر بأحد جوانب الكوبرى وحدوث تباعد بين بعض فواصله، كما وجه بسرعة تفعيل الطرق البديلة لكوبرى التونسى الذى يعمل فى اتجاهين لتحقيق سيولة مرورية والقضاء على أى اختناقات سببها الحادث .
وأوضح اللواء محمد عبد المنعم هاشم نائب المحافظ للمنطقة الجنوبية أنه تم ابلاغ نائب رئيس هيئة السكك الحديدية لهندسة القطارات للتنبيه بمراجعة الفلنكات وخطوط السير بالمنطقة والتأكد من سلامتها.
وانتقل فريق من النيابة العامة إلى مكان الحريق وأمرت النيابة بنقل الجثث المتفحمة إلى مشرحة زينهم لاتخاذ الإجراءات اللازمة والكشف عن هوياتهم حيث تبين أن بين الجثث الثلاثة طفل، وأمرت النيابة العامة بتشريح جثث الضحايا، وتحليل الحامض النووي للتعرف عليهم، كما أمرت النيابة بندب مهندس فني لفحص السيارة المتسببة فى الحريق ومعرفة رقم "الشاسية" والموتور لمعرفة بيانات مالكها .
كما انتقل إلى مكان الحريق مسئولي محافظة القاهرة ليبدأوا في حصر الخسائر والتلفيات التي وقعت في الحريق وتدوين أسماء أصحاب المحال والأكشاك والباعة الجائلين الذين تضرروا من الحادث، حيث إلتف حولهم المئات من المتضررين ويطلبوا منهم تعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم، وقال بعضهم إن الخسائر بملايين الجنيهات، وأنهم يخشون ضياعهاً وعدم تعويضهم كما حدث لغيرهم .
وانتقل ايضا إلى مكان الحريق اللواء إسماعيل الشاعر، مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة، واللواء محمد نصير، مدير الحماية المدنية، واللواء عبد الجواد أحمد، نائب مدير أمن القاهرة، بالإضافة إلى ذلك فقد انتقل رئيسا حي الخليفة وحى البساتين والمسئولون بالمطافىء، والاسعاف، والدفاع المدنى، والانقاذ المركزى، كما تم ابلاغ شركات المياه والصرف الصحى والكهرباء لتأمين عملية فصل التيار الكهربى عن منطقة الحريق .
يذكر ان منطقة سوق الجمعة تضم أكثر من 5 آلاف عامل وحرفي يأتون من كافة أنحاء مصر، للعمل في الورش الخاصة بالسيارات وورش الخشب والسيراميك والألومونيوم والموبيليا والأدوات الصحية.
صور الحريق
__________________