لتابعة لمحافظة قنا بصعيد مصر، تاركا خلفه أسرة كبيرة تضم 120 حفيدا.
وقال الباحث في شؤون الصعيد محمود الدسوقي لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إنه عرف "الجد شرقاوي"
شخصياً وأن المعمر المصري الراحل كان قبل وفاته بصحة جيدة حتى أنه ظل يمارس عاداته القديمة وهي
"شرب السمن البلدي على الريق" رافضاً أن يقرب الأدوية أو يشاهد التليفزيون
كما ظل حتى أيامه الأخيرة مصرا على إمساك فأس الزراعة ليعمل بها فى الحقل جنبا إلى جنب مع أبنائه وأحفاده.
وأوضح الدسوقي أنه حاور الجد شرقاوي عدة مرات في أيامه الأخيرة حول حياته الممتدة
حيث كان أول صعيدي يشترك في بناء سجن "ليمان طره" المصري الشهير وهناك شاهد الملك فاروق ملك مصر
وقتها الذي دخل يعاين أعمال البناء مرتديا شورت وفانلة ليفاجأ بوجوده ويتهكم على شكله ولونه الأسمر.
وحكى الراحل عن كراهيته للإنكليز الذين كانوا يحتلون مصر قائلاً:
"كرهت الانكليز أول نزول لي لمصر وكان عمري 10 سنوات عندما شاهدتهم يتراهنون على بطن
سيدة حامل ويقولون فيها طفل ذكر ولا أنثى وبعدها قرروا يشقوا بطنها ويشاهدوه".
ومن ذكرياته في رحلته لمدينة السويس وقت اشتعال المقاومة،
أنه رفض المشاركة في العمليات الفدائية وقتها رغم أن ابن عمه كان قائد مجموعة تقاتل الانكليز
ورغم ذلك سجن ظلما لمدة ستة شهور،
ومنذ ذلك الحين وحتى يومه الأخير لم يغادر قريته "نجع العبابدة"
لأنه على حد قوله "الديابة اللي هنا أرحم من الإنكليز".
وظل الجد شرقاوي طيلة سنواته الأخيرة يحكي لأحفاده الـ120 عن حكاياته ورحلاته
في البلاد المختلفة، مكررا دائما أنه لا يفهم في السياسة ولا يعرف حكام لمصر بعد فاروق وعبد الناصر،
وينصحهم بشرب السمن البلدي على الريق،
مؤكدا أن ما يكسر الانسان أي انسان غير الهم والحزن إضافة إلى شرب السجائر هو"النساء".
وقال الباحث محمود الدسوقي إن أحد أحفاد الجد شرقاوي، واسمه منصور محمد،
قالوا له إن الجد كان يخلط بين الأحفاد الكثيرين دائما لكثرتهم وأنه في أيامه الأخيرة
تعود أن يناديه الجميع بالجد، حتى الغرباء،
فكان يسأل "انت واد مين وأمك مين" ولما يفاجأ أن محدثه ح
فيده يضحك ويسترسل كعادته في حكاياته.
وشارك في تشييع جنازة "الجد شرقاوي" عدد كبير من أهل بلدته وبلاد أخرى في محافظته
قنا وعدد من كبار رجال الصعيد بجنوب مصر الذين تربط عائلته الكبيرة بهم صلات صهر وقرابة ونسب.