فيما اعتبر فضيحة مدوية للحكومة النيجيرية ، نشرت قناة "الجزيرة" الإخبارية يوم الثلاثاء الموافق 9 فبراير / شباط صورا تظهر تورط الشرطة والجيش هناك في ارتكاب مذبحة وعمليات قتل غير قانونية ضد جماعة " بوكو حرام " الإسلامية . وكان نحو ألف شخص قتلوا العام الماضي في مواجهات وقعت بين قوات الأمن النيجيرية وجماعة "بوكو حرام" التي تنشط في الولايات الشمالية من البلاد.
. وقالت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان حينها إن أغلبية القتلى كانوا مدنيين ، معتبرة أن القوات الحكومية تتحمل مسئولية كبيرة عما حدث.
ورغم نفي السلطات النيجيرية الاتهامات السابقة ، إلا أن قناة "الجزيرة" حصلت بعد حوالي 6 أشهر من الأحداث السابقة على صور خاصة تؤكد تورط الشرطة والجيش هناك في عمليات قتل غير قانونية في أعقاب انتهاء الاشتباكات كان من أبشعها قيام جنود بإطلاق النار عمدا وأكثر من مرة على مصابين في مكان المواجهات ، بالإضافة إلى اصطحاب مدنيين مشتبه بهم من منازلهم وتقييدهم من الخلف وإجبارهم على التمدد على الأرض في مكان المواجهات وإطلاق النار عليهم من الخلف على مرأى ومسمع العشرات من مواطني المنطقة في محاولة لإرهابهم ودفعهم للتعاون معها في ملاحقة عناصر "بوكو حرام" .
بوكو حرام
و"بوكو حرام" التي تسعى لتطبيق الشريعة الاسلامية في عموم نيجيريا وليس في الشمال فقط تسمى أيضا بطالبان نيجيريا وهي مجموعة مؤلفة من طلبة تخلوا عن الدراسة وأقاموا قاعدة لهم في قرية كاناما بولاية بوشي شمال شرقي البلاد على الحدود مع النيجر.
وعند تأسيسها في يناير/كانون الثاني 2004 ، كانت الحركة تضم نحو مائتي شاب مسلم بينهم نساء ومنذ ذلك الحين تخوض من حين لآخر مصادمات مع قوات الأمن في بوشي ومناطق أخرى في شمالي البلاد بالبلاد.
وتدعو الجماعة إلى ما تصفه بتطهير نيجيريا من مظاهر التعليم الغربي والفسق والفجور ، وفي السادس والعشرين من شهر يوليو/تموز 2009 ، اندلعت اشتباكات دامية استمرت خمسة أيام بين قوات الأمن وجماعة "بوكو حرام" ، ورغم أنه غالبا ما اندلعت اشتباكات منذ 2004 بين عناصر الجماعة وقوات الشرطة في شمالي نيجيريا إلا أن اشتباكات 2009 كانت الأعنف .
وجاء اندلاع تلك الاشتباكات إثر محاولة مجموعات من المسلحين اقتحام المباني الحكومية ومقر الشرطة الرئيس في ولاية بوشي شمالي البلاد ، تلا ذلك نشوب معارك طاحنة بين المسلحين ورجال الشرطة انتهت باقتحام قوات الأمن لمعقل حركة "بوكو حرام " . وقال مسئولون بالصليب الأحمر في نيجيريا إن أكثر من ألف شخص قتلوا في الاشتباكات التي استمرت خمسة أيام بين قوات الأمن والحركة ، كما أن أكثر من 3500 من سكان المنطقة اضطروا للنزوح عن مساكنهم بسبب القتال .
وكان الحدث البارز في تلك الاشتباكات هو ظروف مقتل زعيم الحركة محمد يوسف بعد أن كشفت صور أنه ألقي القبض عليه حيا وتم إطلاق النار عليه بعد ذلك ، فيما أعلنت الشرطة أنه قتل أثناء مواجهات مع قوات الأمن.
ورغم أن السلطات النيجيرية أعلنت حينها أنها تمكنت من القضاء على الحركة إلا أن التطورات بعد ذلك أثبتت عكس ذلك ، ففي 16 أغسطس 2009 ، أعلنت جماعة "بوكو حرام" رسميا الالتحاق بتنظيم القاعدة ، متعهدة بشن سلسلة من التفجيرات في شمالي البلاد وجنوبها .
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن البيان الأول الصادر عن الجماعة بتوقيع زعيمها بالنيابة ويدعى ساني عومارو القول : "الجماعة ألحقت نفسها بالقاعدة وإنها تنوي شن سلسلة من التفجيرات في شمالي البلاد وجنوبها ابتداء من أغسطس مما يجعل نيجيريا مستعصية على الحكم".
وبعد نشر صور المذبحة المروعة ضد عناصر الجماعة ، حذر البعض من احتمال قيام تنظيم القاعدة بتنفيذ هجمات في نيجيريا ، هذا بالإضافة إلى أنه يتوقع على نطاق واسع اندلاع أعمال عنف طائفية بين المسلمين والمسيحيين انتقاما لضحايا المذبحة من المدنيين ، بل ويتوقع أيضا أن يتزايد التعاطف في شمالي نيجيريا ذي الأغلبية المسلمة مع الجماعة المعروف عنها التشدد .
ورغم أن القوات النيجيرية نفذت المذبحة السابقة وهي تعتقد أن الغرب يباركها في إطار ما تسميه واشنطن بالحرب على الإرهاب ، إلا أن أغلب التحليلات ترجح أن منظمات حقوق الإنسان الدولية لن تلتزم الصمت وستضغط على الحكومة النيجيرية لتقديم المسئولين عنها للعدالة خاصة وأن أغلب ضحاياها من المدنيين .
صور المذبحة
شاهد اعدام المسلمين العزل فى نيجيريا