وبة نستعين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله واصحابة اجمعين
______________________________ اما بعد_____________________________________________
هذة قصص اشبال الرسالة الاسلامية الاوائل الصحابة الذين رافقو الرسول الله فى بداية النبؤة الاسلامية
___________________________________________________________________________________
_______________________________ 8_***{{{عبد الله بن عمر}}}***___________________
إنه شاب نشأ في طاعة الله رجل صالح من ذوي الصحبة المبكرة درج في الحياة في سبيل الله غلاما وشابا وكهلا وشيخا فرأى عزيمة محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر وقوة أبيه عمر وحياء عثمان ورحمته وعلم علي وجهاده وحلم معاوية عاش رضي الله تعالى عنه في كنف الكبار إنه رجل لم يقصر به نسبه ولا عمله أبوه معلوم وأمه زينب رائطة بنت مضعون أجتمع له المجد والشرف من أطرافه عدوي من قريش أمه من المهاجرات كان رجلا صالحا كانت ولادته سنة ثلاث من البعثة لأنه ثبت أنه كان يوم بدر أبن ثلاث عشرة سنة وكانت بدر بعد البعثة بخمسة عشرة سنة وكان عمره يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم ثنتين وعشرين عاما أعتنق مع أبيه الإسلام ولم يثبت أنه أسلم قبل أبيه وهاجر مع أبيه ولم يثبت أنه هاجر قبل أبيه وشارك أهله ما أصابهم من أذى المشركين بمكة وجاء عن عمر رضي الله عنه أنه فرض للمهاجرين الأولين أربعة آلاف وفرض لأبن عمر ثلاثة آلاف وخمسمائة فقيل له هو من المهاجرين فلم نقصته إنما هاجر به أبواه يعني أنه ليس كمن هاجر بنفسه والحديث في البخاري وكان إذا قيل له إنه هاجر قبل أبيه يغضب ويقول قدمت أنا وعمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدناه قائلا فرجعنا إلى المنزل فأرسلني عمر وقال أذهب وأنظر هل أستيقظ فأتيته فدخلت عليه فبايعته ثم انطلقت إلى عمر فأخبرته أنه قد أستيقظ فانطلقنا إليه نهرول هرولة حتى دخل عليه فبايعه ثم بايعته رواه البخاري فإذن البيعة حصلت قبل أبيه مباشرة بادر لتحصيل الخير ثم أخبر أباه أن النبي عليه الصلاة والسلام قد أستيقظ وأما الإسلام والهجرة فكانت مع أبيه لقد نشأ بمكة وعاش فيها طفولته وأنتقل إلى دار الهجرة وهو على الإسلام فعشر سنوات أمضاها أبن عمر في صحبة النبي عليه الصلاة والسلام بالمدينة كان من أولئك الشباب الذين في أول أمرهم سكنوا المسجد وهو في ربيع شبابه وفتوته ونظارته لازم المسجد حتى قيل كان أبن عمر من أحلاس المسجد يأوي إليه ويسكنه أول ما هاجر ما كان له بيت ولا مسكن وأخته زوجة النبي عليه الصلاة والسلام فسكن ابن عمر المسجد حتى بنى لنفسه حجرة ما أعانه عليها أحد من خلق الله وكانت هذه الزيجة الموفقة لأخته مقربة له من النبي عليه الصلاة والسلام فيأتي بيت أخته يدخل عليها فيتعلم من حال النبي صلى الله عليه وسلم هل كان عبد الله بن عمر بالمبشرين بالجنة الجواب نعم ما هو الدليل جاء في مسند أحمد وهو حديث صحيح عن عبد الله قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء أبو بكر فأستأذن فقال إذن له وبشره بالجنة ثم جاء عمر فأستأذن فقال إذن له وبشره بالجنة ثم جاء عثمان فأستأذن فقال إذن له وبشره بالجنة قلت فأين أنا قال أنت مع أبيك وهذا يدل على أنه مبشر بالجنة رضي الله عنه مرة كان على جمل صعب لعمر فجعل الجمل يتقدم على النبي عليه الصلاة والسلام وأبوه يربيه يا عبد الله لا يتقدم النبي صلى الله عليه وسلم أحد رباه عمر على الورع كذلك ولما أشترى إبلا وأرسلها إلى حمى المسلمين لما سمنت قدم بها دخل عمر السوق فرأى إبلا سمانا فقال يا عبد الله بخ بخ أبن أمير المؤمنين قال فجئته أسعى قلت ما لك يا أمير المؤمنين قال ما هذه الإبل قلت إبل أمضاء اشتريتها وبعثت بها إلى حمى أبتغي ما يبتغي المسلمون أليست حق عاما لكل المسلمين قال أرعوا إبل أبن أمير المؤمنين أسقوا إبل أبن أمير المؤمنين يا عبد الله بن عمر أغدوا على رأس مالك وأجعل باقيه في بيت مال المسلمين فيقول له لن تخلوا من محاباة ألست أبن أمير المؤمنين بالتأكيد حاباك الناس والحل قال كل ما ولدت إبلك في هذه المدة وهي ترعى في حمى المسلمين ترد إلى بيت المال وتأخذ عدد إبلك قبل أن تدخل في الحمى هذا الرجل رضي الله تعالى عنه لما قتل وأستشهد عمه زيد بن الخطاب في معركة اليمامة رجع هو من المعركة سالما مع أنه قاتل وجاهد جعل عمر يؤنبه لماذا لم تستشهد كما أستشهد عمك زيد قال عمر لعبد الله لما رجع ألا هلكت قبل زيد أنظروا ماذا يقول الأب لأبنه ألا هلكت قبل زيد هلك زيد وأنت حي قال حرصت على ذلك أن يكون ولكن نفسي تأخرت فأكرمه الله بالشهادة وفي رواية قال ما جاء بك وقد هلك زيد ألا واريت وجهك عني قال سأل الله الشهادة فأعطيها وجهدت بأن تساق إلي فلم أعطها كان حريصا لكن ما كتب الله له الشهادة كانت التربية في الصغر وفي الكبر لم تتوقف تربية الأب لأبنه على سن معينة .
أيها الأخوة الرجل هذا في الحقيقة أبوه غطى على سيرته لأن عظمة عمر يمكن أن تنسي ولده لكن في الحقيقة ولده عظيم وهذا من أسباب سوق هذا الموضوع هذا شاب نشأ في طاعة الله مثال للشباب كيف ينبغي أن ينشأ هذا لما جاء إلى المدينة كان عمره بين ثنتي عشرة وثلاثة عشرة عاما فكيف عاش كيف نشأ كيف تربى لم يكن يقوم الليل لكن لما سمع النبي عليه الصلاة والسلام يقول عنه لحفصة تبلغ أخاها نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم الليل ما ترك قيام الليل بعدها عرف بالعبادة والورع والخوف من الله والزهد نحن نريد شخصيات إسلامية متكاملة فإذا أردت التكامل تراه في شخصية عبد الله كما ترى في شخصية أبيه عرف بصدقه وبره وعلمه وفقه فإن أردته في الجهاد لقد كان حريصا على الجهاد ورد في أحد أستصغره النبي عليه الصلاة والسلام وقبل في الخندق وشهد المشاهد بعد ذلك والعلم نقل عبد الله من الحديث أكثر مما نقل أبوه من الحديث كان عبد الله رجلا آدم أسمر شديد السمرة كان جسيما ضخما يقول إنما جاءتنا الأدمة من قبل أخوالي والخال أنزع شيء كان أبي أبيض لا يتزوج النساء شهوة إلا لطلب الولد كان عبد الله رضي الله عنه ربعة من الرجال له جمة تضرب إلى منكبه جسيما يخضب بالصفرة ويحفي شاربه شديدا حتى يظن من رآه أنه ينتفه كان إلى الطول أقرب كان أشبه ولد عمر بعمر ولده عبد الله ما ناقة أظلت فصيلتها في فلاة من الأرض بطلب لأفرها من ابن عمر لعمر بن الخطاب رضي الله عنه كان حسن المظهر وكان يعتني بشعره ويدهن وكان له زوجات وسراري ومن أولاده أبو بكر وواقد وعبد الله وأبو عبيدة وعمر وعبد الرحمن وبه يكنى وسالم وسالم أعظم أولاده على الإطلاق وعبيد الله وحمزة وزيد وأبو سلمة وقلابة وبلال وكان له من الإناث حفصة وسودة وعائشة من هو أفقههم سالم أحد الفقهاء السبعة المشهورين إنه من سادات التابعين وعلمائهم وثقاتهم أصح الأسانيد الزهري عن سالم عن أبيه عبد الله أو نافع عن عبد الله أيضا يلوموني كان أبوه يحبه جدا كان عبد الله يحب سالما لأنه أحرص أبناءه على العلم وعن العمل بالعلم .
يلوموني في سالم وألومهم وجلدة بين العين والأنف سالم
عبد الله أشبه أولاد عمر بعمر وسالم أشبه أولاد عبد الله بعبد الله كان ابن عمر رضي الله عنه حازما لينا كان يقتدي بسيرة أبيه أحب أن يكون الرجل بين أهله كالصبي فإذا احتيج إليه كان رجلا فإذن هو متواضع لين بين أهله كالصبي فإذا احتيج إليه كان رجلا كان عبد الله بن عمر رضي الله عنه يربي أولاده ويقاوم اللحن الخطأ في اللغة ما كان يرضى أولاده يخطئون في اللغة لدرجة أنه كان يؤدبهم أحيانا بالضرب على الخطأ وكان يسمح لأولاده باللعب المباح فإذا رأى أحدهم خرج عن ذلك نهاه وعاقبه وجد مرة مع بعض أهله الأربع عشرة وهو نوع من الألعاب يشبه النرد والورق فضرب بها رأسه وكان عبد الله رضي الله عنه وصولا للرحم وصولا لأبيه بعد موته وقصة مشهورة لما خرج إلى مكة وهو على حمار يتروح عليه إذا تعب من ركوب البعير ركب الحمار يرتاح وكان له عمامة يشد بها رأسه فبينما هو في الطريق مر به أعرابي من الذي عرف الآخر عبد الله عرف الأعرابي قال ألست فلانا بن فلان قال بلى فأعطاه الحمار ثم قال أركب هذا وأعطاه العمامة وقال أشدد بها رأسك فقال بعض أصحابه غفر الله لك أعطيت هذا الأعرابي حمارا كنت تروح عليه وعمامة كنت تشد بها رأسك يعني أنت تحتاجها قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن من أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي يعني بعد أن يموت الأب وإن أباه إن أبا هذا الأعرابي كان صديقا لعمر رواه مسلم فهذا إثارة وشدة بره بأبيه ليس الأعرابي صديقا لعمر أبو الأعرابي صديق لعمر ولأن أبا الأعرابي كان صديقا لعمر إذا يكافئ هذا الأعرابي أبنه كان ابن عمر رضي الله عنه حسن الخلق مشاركا للناس في أفراحهم وأحزانهم يسأل عنهم كان يبادر بالسلام وقصته مشهورة إذا ذهب إلى السوق لا يبيع ولا يشتري ولا يماكس ولا يزاول أبدا إلا للسلام لكي يسلم يبتغي أجر السلام إذا صحب أحدا في سفر يشترط عليه أن الأذان له وأن الذبيحة هو الذي يذبحها لهم وأنه هو الذي يخدمهم مجاهد صحب ابن عمر ليخدمه قال فكان يخدمني يشترط إذا جاءه أحد يقول أصحبك يقول الخدمة علي وهذا من تواضعه رضي الله عنه يطأ الناقة ليركب صاحبها وكان يحسن إلى مواليه ابن عمر كان كثير الموالي عنده عبيد كثر فكان ينظر من أتقاهم من أعبدهم يعتقهم فكانوا يحتالون عليه فيطيل بعضهم في المسجد ويبكر إلى المسجد فيري ابن عمر أنه من أصحاب العبادة فيعتقه فيقولون يا أبا عبد الرحمن والله ما بهم إلا أن يخدعوك قال من خدعنا بالله عزوجل انخدعنا له أشهر مواليه على الإطلاق وأعلمهم وهو تلميذه الذي نقل أكثر علمه وكان وفيا له وكان توفيقا من الله لأبن عمر أن يرزق بهذا التلميذ مولى من موالي ابن عمر إنه نافع ، نافع ، نافع من جودة نافع دفع لأبن عمر في نافع عشرة آلاف دينار ليبيعه فرجع إلى صفية إلى امرأته صفية وقال دفعوا لي كذا قالت فماذا تنتظر قال هلا ما هو خير من ذلك هو حر لوجه الله ابن عمر أصاب نافعا في بعض مغازيه وهذه قصة عظيمة جدا كيف ينقل مولى أخذ سبيا في معركة في الجهاد يعني ما كان من المسلمين ثم ينقل ليكون من أعظم رواة الحديث على الإطلاق وأشهر راوي عن ابن عمر نافع ، نافع كيف أستطاع ابن عمر رضي الله عنه أن ينقل شخصا من سبي أخذ في معركة إلى أن يكون من أكبر علماء ذلك الزمان هذه التربية العظيمة التي كانت بالقول والفعل نافع لم يقصره ابن عمر على نفسه وإنما أخذ نافع بن أبي هريرة وأبي لبابه وأبي سعيد ورافع وعائشة وأم سلمة وحمل عنه العلم كثير كعبد الله بن دينار وصالح بن كيسان ويونس بن عبيد وأبو إسحاق السبيعي والزهري وموسى بن عقبة وبن عجلان والحكم بن عتيبة ومالك والأوزاعي أئمة حملوا عن نافع ونافع عن ابن عمر مالك عن نافع عن ابن عمر من أصح الأسانيد يقول عبد الله بن عمر العمري لقد منا الله تعالى علينا بنافع نعم لأنه نقل لهم علم عائلتهم وأسرتهم من عبد الله بن عمر كان نافع حافظا ثابتا ثبتا له شأن أكبر من عكرمة عند أهل المدينة من أئمة التابعين من الذي أوصله إلى هذه المرحلة هذه أيها الأخوة العظمة أن نصل بالأشخاص إلى درجة الفقه والعلم والقدوة يعني الإمامة وجعلنا للمتقين إماما من أعظم الأشياء أن يصبح الإنسان إماما يقتدى به أتى علينا زمان يقول ابن عمر ما يرى أحدنا أنه أحق بالدينار والدرهم من أخيه المسلم نتذكر عبد الله الأيام الخوالي يتذكر سابق العهد كيف كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ما كان الواحد يرى أنه أحق بديناره ودرهمه مع أنه ملكه ويرى أن إخوانه المسلمين لهم حق في ماله لا يقل عن حق في مالي فلا يرى أنه أحق بماله منه ولذلك لو طلب أعطى فيقول عبد الله أتى علينا زمان يتذكر ذلك الزمان وقال ونحن اليوم ما قال أنتم اليوم قال ونحن اليوم الدينار والدرهم أحب إلينا من أخينا المسلم وذلك أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا ظن الناس بالدينار والدرهم ويتبايع بالعين بيع العينة الحيلة على الربا وأتبع أذناب البقر وتركوا الجهاد في سبيل الله أتبعوا أذناب البقر يعني اشتغلوا بالزرع عن الجهاد وليس فقط زرعوا اشتغلوا بالزرع عن الجهاد أنزل الله بهم بلاءا فلم يرفعه عنهم حتى يراجعوا دينهم تذكر ما حدث للكبار ونقله إلى الجيل التالي مهم لأن الجيل هذا الجديد ما رأى الأئمة من قبل فالذي حضر يقول لمن لم يحضر والذي شهد يقول للذي لم يشهد والذي عاش يقول للذي ما كان حي في ذلك الوقت يقول لهم كنا في ذلك العهد كذا وكذا وكذا من أمور الخير اتصال الأجيال بالخير مهم جدا في التربية أن ينقل للجيل التالي ما كان الجيل السابق عليه كنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعل كذا وكذا هذه كلمة كانت باستمرار تقال الصحابة ينقلون للتابعين الأجواء التي كانوا يعيشون فيها مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن من خلال هذه الروايات نعرف كيف كان حياة الناس المجتمع على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان عبد الله بن عمر رضي الله عنه حسن التعليم يتمسك بالسنة جدا لا يجيز تجاوزها عطس رجل جنب أبن عمر فقال الرجل الحمد لله والسلام على رسول الله تكملة الخطبة حول العطسة إلى خطبة الحمد لله والسلام على رسول الله قال أبن عمر وأنا أقول الحمد لله والسلام على رسول الله وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا أن نقول الحمد لله على كل حال رواه الترميذي وحسنه الألباني إذن من راويات العطاس الحمد لله على كل حال إذا عطس وأبن عمر ما قال للرجل الكلام هذا غلط الكلام الحمد لله والسلام على رسول الله ليس غلطا لكن في هذا الموضع ليس هو السنة ليس هو السنة أن تقول هكذا الرجل زاد وقد يقول واحد زيادة الخير خيرين لكن السنة لا تقبل هذا الزيادة في الدين كالنقص فيه أبن عمر رضي الله عنه كان حريصا على الصدقة والبر والإحسان ولا يتصدق بأي شيء وإنما لن تنال البر حتى تنفقوا مما تحبون إذا أعجبه شيء من ماله تصدق به ولذلك كان عبيده يشمرون إلى المسجد لعل ابن عمر يعجب بأحدهم فيعتقه لوجه الله يقول نافع رأيتنا ذات عيشة وراح ابن عمر على نجيب له هذا البعير أو الدابة النجيبة النفيسة قد أخذه بمال عظيم فلما أعجبه سيره أناخه مكانه ثم نزل عنه فقال يا نافع أنزعوا زمامه ورحله وجللوه وأشعروه وأدخله في البدن المهداة في البيت العتيق الإشعار العلامة على الدابة كتعليق النعال في رقبتها أو جرح سنامها فيسيل شيء من الدم على صفحة جلد البعير فيكون علامة على إهدائه إلى البيت العتيق لما أعجبه تصدق به مباشرة وجعله في البدن إلى البيت العتيق أبن عمر رضي الله عنه كان له عدد من السراري كان أحب أمة عنده رميثة فنظر إليها فقال إني سمعت الله عزوجل يقول في كتابه لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وإني والله إن كنت لأحبك في الدنيا أذهبي فأنت حرة لوجه الله أبن عمر مرة كاتب غلاما له أتفق معه على مال معين يدبره الغلام ويعطيه لأبن عمر ويقسطه عليه تقسيطا فإذا أكتمل المبلغ أنعتق فجاءه أحد عبيده بالمال المطلوب قال من أين أصبت هذا قال كنت أعمل وأسأل أعمل وأخذ الأجرة لكن ما كفت فسألت الناس مساعدات فأعطوني قال جئتني بأوساخ الناس تريد أن تطعمنها أنت حر لوجه الله ولك ما جئت به كاتب على غلمانه مرة على أربعين ألفا فأد الرجل الخمسة عشر ثم جاء إنسان إلى هذا العبد المكاتب قال أمجنون أنت ، أنت هاهنا تعذب نفسك وأبن عمر يشتري الرقيق يمينا وشمالا ثم يعتقهم أرجع إليه فقل عجزت فجاء إليه بصحيفة فقال يا أبا عبد الرحمن قد عجزت وهذه صحيفة فأمحها أنا كتبت على نفسي أربعين أمحوها وأرحني فقال لا ولكن أمحوها أنت إن شئت فمحاها ففاضت عينا عبد الله فقال أذهب فأنت حر قال أصلحك الله أحسن إلى أبني أبنا الرجل هذا عند بن عمر قال هما حران قال أحسن إلى أميي ولدي قال هما حرتان جاءه مرة اثنان وعشرون ألف دينار في مجلس ما قام حتى فرقها جميعا باع أرضا له بمائتين ناقة حمل على مائة منها في سبيل الله عزوجل في الجهاد خصصها وهكذا أشتكى مرة ومرض فجاءه عنقود عنب أشتروا له بدرهم فجاء مسكين يطرق بابه قال أعطوه إياه فذهب واحد من أهل أبن عمر إلى المسكين واشتراه بدرهم ورجع لأنهم يريدون أن يأكل عبد الله عنبا وهو مريض لعله يكون له فيه علاج دواء فاشتراه بدرهم وعاد به إلى عبد الله فجاء المسكين وقال مسكين بالباب قال أعطه إياه فخالف إليه إنسان فاشتراه بدرهم ثم جاءه المسكين قال بالباب مسكين قال أعطوه إياه لم يذق أبن عمر هذا حتى توعد أحد أهله ذلك المسكين أن يعود ولو علم أبن عمر ما ذاقه مرض مرة فأشتهى سمكا صنع له وطبخ فلما وضع بين يديه جاء سائل فقال أعطوه إياه قالت امرأته نعطيه درهما أنفع له من هذا وأنت تأكل قال شهوتي ما أريد لأن الآن نفسي تشتهيه لا أريده ما كان عبد الله يقبل ثناءات الناس ويمشيها فأبنه مرة جاء أحد السائلين فأعطاه الأب عبد الله أعطى ولده دينار للسائل فلما أنصرف السائل قال ابن عبد الله تقبل الله منك يا أبتاه قال لو علمت أن الله يقبل مني سجدة واحدة لم يكن غائب أحب إلي من الموت لتمنيت أن أموت الآن أتدري ممن يتقبل إنما يتقبل الله من المتقين هذا الرجل رضي الله تعالى عنه يتصدق بإفطاره وليس عنده غيره هذا الرجل رضي الله عنه لا يأكل إلا مع المساكين هذا الرجل رضي الله عنه كان لا يأكل إلا وعلى إخوانه يتيم هذا الرجل رضي الله عنه لما وجد مرة راعي غنم فأراد أن يختبره قال أعطني شاة من الغنم قال ليست لي إنها لسيدي قال قل له أكل الذئب قال فأين الله فبكى ابن عمر وأشترى الراعي وكان عبدا فأعتقه وأشترى الغنم فوهبها له وقال كلمتك نفعتك في الدنيا أرجوا أن تنفعك عند الله يوم القيامة عندما يواجه أهل الإحسان بمثل هذا يثبتون عندما يكافئ المحسن يثبت ونحن نحتاج اليوم إلى تثبيت بشتى الوسائل في زمن عز فيه الثبات في زمن كثرت فيه الانحرافات في زمن عمت فيه التغيرات يصبح الإنسان على السنة فيمسي على غيرها يصبح على دليل شرعي فيمسي على غيره وهكذا تقلبات .
************************************
أيها الأخوة كان من فقههم في دعوتهم أنهم يثبتون من استجاب لله ولرسوله يكافئون من يرونه على إحسان ودين أبن عمر رضي الله عنه كان رجلا زاهدا وليس كل شيء يشتهيه يشتريه أو يأكله ويتناوله قال له أبن مطيع مرة يا أبا عبد الرحمن لو اتخذت طعاما فرجع إليك جسمك أنت الآن نحلت تغيرت قال إنه ليأتي علي ثمان سنين ما أشبع فيها شبعه واحدة أو قال لا أشبع فيها إلا شبعه واحدة فالآن تريد أن أشبع حين لم يبقى من عمري إلا ظمأ حمار والحمار أقل الحيوانات صبرا على الماء يعني يقول لما ما بقي من عمري إلا المدة اليسيرة أنا في آخر عمري الآن تريدني أن أشبع قال رجل لأبن عمر وهو أبو الوازع لا يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم شف الكلمة الثناء المدح لا يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم فغضب وقال إني لأحسبك عراقيا وكان بعض من في العراق يأتون بالعجائب من جهلهم وما يدريك على ما يغلق أبن أمك بابه أنت ما تدري أنا أغلق باب على ماذا يمكن عندي من المعاصي أكثر مما تظن بكثير وربما ما ظن أنه عنده معصية واحدة ولما قال له بعضهم يا خير الناس يا أبن خير الناس قال ما أنا بخير الناس ولا ابن خير الناس ولكني عبد من عباد الله أرجوا الله تعالى وأخافه والله لن تزال بالرجل حتى تهلكوه يعني كثرة الثناء كثرة المدح تقطع الرجل يتكل على مدح الناس ويظن نفسه فعلا كذلك فيتوقف عن عمل الصالحات يتوقف عن اجتهاد في العبادات ولذلك من الفوائد يا إخوان أننا لو مدحنا لا نسرف وكذلك فإن ابن عمر رضي الله عنه ما كان يأكل ذلك الأكل الذي يحتاج إلى مهضمات كما جاء عن ابن سيرين أن رجلا قال ابن عمر أجعل لك جوارش قال وأي شيء الجوارش قال شيء إذا كظك الطعام فأصبت منه سهل عليك قال ابن عمر ما شبعت من الطعام منذ أربعة أشهر فكيف ما أحتاج إلى هذه الجوارش ابن عمر رضي الله تعالى عنه لما قوم ما في بيته من فراش أو لحاف أو بساط ما وجدوا ما يساوي مائة درهم وربما لبس الخزى وربما لبس أسمالا . أبن عمر رضي الله عنه من تواضعه أنه يروي أحيانا عن من هو أصغر منه بل ربما يروي عن بعض التابعين وربما ترك لباسا خوفا من الكبر أو يدخل في نفسه العجب وربما أمتنع عن رواية أحاديث ورعا خشية أن يكون فيها خطأ على النبي صلى الله عليه وسلم أن يخطئ في الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم وإلا فهو من أكثر الصحابة حديثا ومع ذلك ما روى كل ما سمع خشية أن يكون إذا شك في شيء تركه كان ابن عمر وابن عباس يجلسان للناس في الحج فكان ابن عباس يجيب ويفتي فيما سئل عنه وكان ابن عمر يرد أكثر مما يفتي لماذا لأنه يخشى من الفتوى بغير علم وانطبعت هذه في أذهان من كان يسأل سئل عن شيء فقال لا علم لي به فلما أدبر الرجل الرجل السائل الذي أنصرف من ابن عمر سمع وهو يقول لنفسه سئل ابن عمر عما لا علم له فقال لا علم لي به يعني أخذ درسا من ابن عمر رضي الله عنه سئل رجل ابن عمر عن مسألة فطأطأ ابن عمر رأسه ولم يجيبه حتى ظن الناس أنه لم يسمع السؤال فقال له المستفتي يرحمك الله أما سمعت مسألتي قال بلى ولكنكم كأنكم ترون أن الله ليس بسائلنا عنه أتركنا يرحمك الله حتى نتفهم في مسألتك فإن كان لها جواب عندنا وإلا أعلمناك أنه لا علم لنا به جعل رجل يسب ابن عمر وابن عمر رضي الله عنه ساكت فلما بلغ باب داره التفت إليه وقال إني وأخي عاصما لا نسب الناس أريد على القضاء فأمتنع وبلغ من منزلته أنه عين للخلافة يوم الحكمين مع وجود عليا رضي الله عنه والكبار وكان لا يقضي بين أثنين خوفا من حديث القضاة ثلاثة واحد في الجنة واثنان في النار يقول عقبة بن مسلم صحبة أربعة وثلاثين شهرا فكان كثيرا ما يسأل ويقول لا أدري ثم يلتفت إليه فيقول أتدري ما يريد هؤلاء ، هؤلاء السائلون الكثر يريدون أن يجعلوا ظهورنا جسرا إلى جنهم يعني هم ينجون يقولون أفتانا ابن عمر يعملون بالفتوى وعند الله يقولون سألنا ابن عمر ونحن إذا زللنا ماذا سنكون جسورا يعبرون عليها إلى جنهم يقول زياد بن جبير كنت مع ابن عمر فسأله رجل نذرت أن أصوم كل يوم ثلاثاء أو أربعاء ما عشت فوافقتها هذا اليوم يوم النحر اليوم المنذور يوم وافقت يوم النحر يعني ماذا أفعل قال ابن عمر أمر الله بوفاء النذر ونهينا أن نصوم يوم النحر فأعاد عليه السائل نذرت أن أصوم الثلاثاء والأربعاء طيلة عمري وافق العيد يوم النحر فقال أمر الله بوفاء النذر ونهينا على أن نصوم يوم النحر فأعاد السائل السؤال فأعاد أبن عمر الجواب ما معنى هذا الجواب من يخبرني ما معنى هذا الجواب طبعا هو لا يصوم يوم العيد ولكن هل عليه أن يقضي يوما مكانه لما سئل مالك رحمه الله عن مسألة فيها أمرني أبي بكذا وأمي نهتني عن هذا الشيء الذي أمرني به أبي أطع أباك ولا تعص أمك السائل يسأله أطع أباك ولا تعص أمك كلمة لا أدري والتوقف في المسألة التوقف في المسألة لها صيغ عند العلماء فأحيانا يسكت العالم ما يقول شيئا وأحيانا يقول عبارات من جنس هذه أمرنا بالوفاء بالنذر ونهينا عن صيام يوم العيد هذه عبارة التوقف يعني أنه كان رضي الله تعالى عنه ورعا في الفتوى ورعا في الجواب وقافا عند حدود الله عزوجل يقول سالم عن عفة لسان أبيه ما لا عن ابن عمر قط خادما إلا واحدا فأعتقه يقول من دخل معه الكعبة سمعته يقول وهو ساجد اللهم إنك تعلم لولا مخافتك لزاحمنا قريشا في أمر الدنيا يعني في الخلافة لأن جاء وقت كان أولى الناس بالخلافة عبد الله بن عمر بعد وفاة يزيد بن معاوية كان أولى الناس بالخلافة عبد الله بن عمر ومع ذلك ما نافس فيها ولا طلب بل إنه عزف عنها لله عزوجل كان يلتزم الجد ومن ورعه ما روى نافع عنه قال سمع ابن عمر مزمارا يمشي في الطريق سمع مزمارا فوضع أصبعيه في أذنيه ونأى عن الطريق وقال لي يا نافع هل تسمع شيئا يعني بقي ابن عمر يمشي مبتعدا عن المزمار وهو يسأل نافع هل تسمع شيئا حتى قلت له لا فرفع أصبعيه من أذنيه وقال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع مثل هذا فصنع مثل هذا رواه أبو داوود وأحمد وحسنه الألباني إذن لو قال لك واحد ما هو الدليل أننا إذا سمعنا صوت الموسيقى أغلقنا أذاننا إذا ما نستطيع أن نغلق الموسيقى نغلق أذاننا فهذا هو ولكنه محمول عند عدد من العلماء على الاستحباب يعني أنه ليس على الوجوب لأنه ليس متسبب فيه إلا إذا طرب وصار مستسيغا له أما إذا كان منكرا له بقلبه فلا يضره مع نهيه عن المنكر ما أمكنه وإذا وجد أحدا من أهله يلعب بالنرد كسرها ثم أمر بها فأحرقت بالنار كما في الموطأ ومر ابن عمر برجل ساقط من أهل العراق منهار فقال ما شأنه قالوا إنه إذا قرئ عليه القرآن يصيبه هذا يعني كأنهم يقولون من الخشوع والخشية يغمى عليه يخشى قال إنا لنخشى الله وما نسقط والصحابة رضوان الله عليهم قلوبهم قوية والوارد يأتي عليها قوي قلوبهم قوية تتحمل الوارد القوي الوارد الذي يأتي من تفكر في آية من معنى من خاطرة تأتي من استحضار عظمة الله ونحو ذلك وتلا مرة فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد تلاها عبيد بن عمير فجعل ابن عمر يبكي حتى ابتل لحيته وأستمر في البكاء حتى أراد أحد الحاضرين أن يقول للقارئ أقصر فقد أذية الشيخ أجتمع في الحجر مصعب وعروة وعبد الله بنوا الزبير ثلاثة مع عبد الله بن عمر فقالوا تمنوا فقال عبد الله بن الزبير أما أنا فأتمنى الخلافة وهذا محمول على أنه يرى من نفسه الأهلية والكفاءة في وقت ضاعت فيه بعض واجبات الخلافة فتمنى أن يكون خليفة ليقيم أمر الدين كاملا وقال عروة أما أنا فأتمنى أن يؤخذ عني العلم وقال مصعب أما أنا فأتمنى أمرة العراق أن أكون أميرا على العراق والجمع بين عائشة بنت طلحة وسكينة بنت الحسين يعني أتزوجهما وقال ابن عمر عبد الله أما أنا فأتمنى المغفرة فنالوا كلهم ما تمنوا ولعل ابن عمر رضي الله تعالى عنه ينال ما تمنى فإنه بشر بالجنة عبد الله بن الزبير بيع بالخلافة وعروة أخذ عنه العلم والحديث والسير ومصعب صار أميرا على العراق وجرى عليهم من الفتن ما جرى كان ابن عمر سمع قارئا يقرأ ولي للمطففين حتى بلغ قول الله يوم يقوم الناس لرب العالمين فبكى حتى خرا وقال نافع ما قرأ ابن عمر هاتين الآيتين قط من آخر سورة البقرة إلا بكى إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ويقول إن هذا لإحصاء شديد طبعا الآية منسوخة لكن هذا تعظيم الله سبحانه وتعالى حتى هذه بكى منها وكان يقرأ في صلاته فيمروا بالآية فيها ذكر النار فيقف عندها فيدعوا ويستجير بالله تعالى طبعا في صلاة النافلة يشرع إذا مررت بآية رحمة تسأل الله وبآية عذاب تستعيذ بالله وهكذا أما في الفريضة فيجوز ولا يشرع الفريضة يجوز ولا يشرع لأن المنقول عن النبي عليه الصلاة والسلام هذا في قيام الليل في النافلة فإذن لو قال القائل متى يشرع لنا إذا مررنا بآية تسبيح بآية ذكر الجنة ذكر النار نسبح هنا ونستعيذ هنا نسأل هنا ونستعيذ هنا في الصلاة نقول في صلاة النافلة وفي الفريضة نقول جائز غير مشروع كان مرة جيء بماء بارد إليه فشرب فجأة بكى فأشتد بكاءه فقيل له ما يبكيك قال ذكرت آية في كتاب الله وحيل بينهم وبين ما يشتهون فعرفت أنه أهل النار لا يشتهون شيئا شهوتهم الماء وقد قال الله عزوجل عنهم أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله لكن لا يمكنون وحيل بينهم وبين ما يشتهون ابن عمر رضي الله تعالى عنه حضر مجالس العلم منذ وقت مبكر جدا ومعه من الحديث الشيء العظيم وهو من أعلم الناس بمناسك الحج وكان في يوم موته خير من بقي من الناس ومكث ستين سنة يفتي ويعلم بلغ ابن عمر ستا وثمانين سنة وأفتى في الإسلام ستين سنة وكان إمام الناس يقول الذهبي ولأبن عمر في مسند بقي طبعا بقي بن مخلد مسنده من أعظم وأكبر الأسانيد فيه ألفان وستمائة وثلاثون حديثا بالمكرر وأتفق له يعني البخاري ومسلم على مائة وثمانية وستين حديثا وأنفرد له البخاري بأحد وثمانين حديثا ومسلم بأحد وثلاثين قال الذهبي وهو أحد الستة الذين هم أكثروا الصحابة رواية وأحد العبادلة الأربعة منهم الثلاثة الآخرون من الصحابة العبادلة الأربعة إذا قيل العبادلة الأربعة من الصحابة منهم عبد الله بن عباس عبد الله بن عمرو بن العاص عبد الله بن الزبير أما عبد الله بن مسعود ما يحسب معهم لأنه أكبر منهم جميعا فهؤلاء الأربعة العبادلة في سن متقارب وكان رضي الله تعالى عنه يستمد الأحكام من كتاب الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ويأخذ باجتهادات كبار الصحابة والربيع بنت معوذ أخبرت عبد الله بن عمر أنها أختلعت من زوجها على عهد عثمان فجاء عمها إلى عثمان فقال إن أبنت معيذ أختلعت من زوجها اليوم أفا تنتقل قال عثمان لتنتقل ولا ميراث بينهما ولا عدة عليها إلا أنها لا تنكح حتى تحيض حيضه خشية أن يكون بها حبل قال عبد الله بن عمر فعثمان خيرنا وأعلمنا فهو يقدر الأكبر منه سنا ويحترمه ويجله وكان رضي الله تعالى عنه قد حصلت له قصة ذكرها عبد الرزاق عن عمر بن شعيب أن سارقا نقض خزانة المطلب بن أبي وداعة فوجد فيها المتاع فجمعه ولم يخرج به إذن هو أخرج ما فيها ولكن ما أخرجه خارج البيت طيب فأتي به ابن الزبير ، ابن الزبير الآن جيء له بسارق جمع المسروقات لكن ما أخرجه خارج البيت فجلده وأمر به أن يقطع فمر ابن عمر فسأل فأخبر فأتى ابن الزبير فقال أمرت به أن يقطع قال نعم قال فما شأن الجلد قال ابن الزبير غضبت قال ابن عمر وليس عليه قطع حتى يخرج به من البيت أرأيت لو رأيت رجلا بين رجلي امرأة لم يصبها أكنت حاده تقيم عليه حد الزنى قال لا لعله سوف يتوب قبل أن يواقعها قال وهذا كذلك وما يدريك لعله قد كان نازعا وتائبا وتاركا للمتاع فهذا نموذج من فقه ابن عمر رضي الله عنه وكيف كانت المناقشة العلمية تتم للوصول إلى الراجح وكان يستمد من فقه أبيه الكثير وكان مجتهدا مطلقا رضي الله عنه يخالف أباه ويوافق أباه في كثير ومن ذلك أن عمر كان يرى جواز شرب الإناء المضبب بالفضة لكن يضع فمه على غير موضع الفضة وكان ابن عمر إذا سقي به كسره وكان عمر لا يجيز بيع الأشياء المتنجسة التي يمكن الانتفاع بها وكان ابن عمر يرى جواز ذلك وكان عمر يجيز الزكاة في حلي النساء وكان ابن عمر يقول زكاته إعارته فإذن ليس معنى البلوه هنا أن يتابع أباه في كل شيء فقد كان لابن عمر رضي الله عنه شخصية فقهية أيضا وكان له تعامل مع المستفتين فيه وعظ وتذكير وتنبيه جاء رجل إلى عبد الله يقول يا أبا عبد الرحمن إني جعلت أمر امرأتي في يديها قلت لها أمرك بيدك يعني إذا أردت أن تطلق نفسك طلق نفسك جعلت أمرك بيدك فطلقت نفسها فماذا ترى فقال عبد الله بن عمر أراه كما قالت إنه وقع الطلاق فقال الرجل لا تفعل يا أبا عبد الرحمن فقال ابن عمر أنا أفعل أنت فعلته أنت الذي جعلت أمرها بيدها ثم جئت الآن تقول لا فبعض الناس سبحان الله يحاول في المفتي ويلح عليه يمكن يغير لا يا أبا عبد الرحمن لا تفعل يا أبا عبد الرحمن لا تقول يا شيخ عن مجاهد أنه قال كنت مع عبد الله بن عمر فجاءه صائغ فقال يا أبا عبد الرحمن إني أصوغ الذهب ثم أبيع الشيء من ذلك بأكثر من وزنه فستفضل من ذلك قدر عمل يدي يعني يبيع مثلا عشرين غراما مصنوعة بخمس وعشرين غرام غير مصنوعة يعني خمس وعشرين بعشرين ويقول للمشتري الخمسة أجرة يدي الصياغة أجرة الصياغة فنهاه عبد الله عن ذلك فجعل الصائغ يردد عليه المسألة وعبد الله ينهاه حتى انتهى إلى باب المسجد أو إلى دابة يريد أن يركبها ثم قال عبد الله الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم لا فضل بينهما هذا عهد نبينا إلينا وعهدنا إليكم نحن بلغناكم كما بلغنا فإذن لا زيادة طيب فكيف الإنسان الآن يريد أن يشتري ذهبا مصنوعا وعنده ذهب خام كيف يا إخوة واحد عنده مثلا خمس وعشرين غرام ذهب خام يريد أن يعطيها للبائع ويأخذ منه عشرين غرام مصنوع صياغ فيه الصياغة فكيف يفعل إذا عرفنا الآن أن التفاوت لا يجوز حتى لو اعتبرنا الزيادة الفرق يعني مقابل أجرة الصياغة أن هذا لا يجوز فكيف يفعل إذن نعم أحسنتم يبيع الذهب الخام الذي عنده ويقبض ثمنه ثم يشتري الذهب المصنوع بمثل ما معه أو أكثر أو أقل مادام الآن صار معه هذه يعني هذا النقد مثلا ريالات مثلا جنيهات دولارات دينارات فيبيع الذهب الذي معه يقبض ثمنه ثم يشتري الذهب الأخر وهكذا في عملية الذهب الجديد والقديم إذا أرادت أن تبيع الذهب القديم وتشتري جديدا إما أن يكون مثلا بمثل فيجوز المبادلة مثلا بمثل بيع عشرين بعشرين أو أن يكون بيعا تقبض الثمن ثم تشتري الذهب الجديد بما يتفقان عليه من الثمن كان ابن عمر رضي الله عنه يحتاط ويتحرى في الفتوى وكان له مسائل يشدد فيها وكان في سفر في ليلة باردة أو مطيرة فنادى بالصلاة وأذن ثم نادى ألا صلوا في رحالكم فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع ذلك في الليلة الباردة والليلة المطيرة وهذا في رد على من قال إن ابن عمر متشدد وهذه مشكلة الآن نقع فيها أو يقع فيها كثير من الناس يقولون فلان متشدد فإذا جئت تحلل العبارة ما معنى متشدد فترى في الغالب أن الذين يطلقون متشدد على مفتي ثقة طبعا ما تكلم الآن على جاهل أن الذين يطلقون وصف متشدد على مفتي ثقة عالم أنه يقصدون بأنه يخالف هواهم فالمفتي إذا خالف هواهم قالوا عنه متشدد وهذا لا يقبل أبدا كيف يقال عمن وافق الكتاب والسنة وخالف هوى الناس أو هوى السائل يقال عنه متشدد يقولون متشدد عن شخص لا توافق فتواه فتاوى المتساهلين وتخالفها فيقولون عنه متشدد فكلمة متشدد الآن صارت تطلق في كثير من الأحيان إطلاقا باطلا افتراءا وتهمة بغير حق ولذلك لو قال واحد الآن فلان متشدد فقل له ما هو دليل تشدده فإن أتى لك بأمثلة من كلامه على أشياء حرمها وقد ورد في الكتاب والسنة إباحتها هذا متشدد أما أن يوافق الكتاب والسنة ويخالف هوى الناس أو هوى بعض المستفتين أو تساهلات المتساهلين فلا يجوز أن يطلق عليه متشدد بل يقال أولئك مفرطون أولئك متساهلون وليس هذا هو المتشدد وهذا ابن عمر رضي الله عنه ينادي في الليلة الباردة المطيرة ألا صلوا في رحالكم بدل حي على الصلاة يقول ألا صلوا في رحالكم صلوا في رحالكم بدل حي على الصلاة كل واحد يصلي في رحله وكان يغتسل لإحرامه قبل أن يحرم ولدخول مكة وكان يقدم أهله وصبيانه من المزدلفة إلى منى حتى يصلوا الصبح بمنى ويرموا قبل أن يأتي الناس وهذه رخصة وهذا من الرد على من يقول إن ابن عمر متشدد رضي الله عنه ليس كذلك وابن عمر رضي الله عنه كان يتحرى السنة وبدقة وإذا دخل الكعبة أين صلى النبي عليه الصلاة والسلام فيجاب جعل عمودا عن يمينه وعمودين عن يساره وثلاثة وراءه وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة طيب أصاب ابن عمر البرد وهو محرم فألقيت عليه برنسا يقول نافع قال أبعده عني أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن البرنس المحرم طبعا هذا البرنس مثل لباس المغاربة الذي له غطاء رأس متصل بالثوب سائل رجل ابن عمر رضي الله عنهما عن استلام الحجر فقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمه ويقبله قال أرأيت إن زحت أرأيت إن غلبت قال أجعل أرأيت باليمن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمه ويقبله رواه البخاري أجعل أرأيت باليمن وفي رواية أجعل أرأيت عند ذلك الكوكب أجعلها بعيدا أترك أرأيت ركز معي على السنة والحرص على السنة كان أمارا بالمعروف نهاءا عن المنكر رضي الله عنه رأى فسطاطا على قبر فقال أنزعه يا غلام فإنما يظله عمله إنما تجعل خيمة على قبر ماذا تنفع الميت ما ينفع إلا عمله فأمر بنزعه ورأى رجلين يتحدثان والإمام يخطب يوم الجمعة فحصبهما حصى حصبهما تأديبا لهما وزجرا ليسكتا وإنكارا باليد طبعا مثل من أبن عمر تقبل ، تقبل لأنه عالم مقدم ناس في وعلمه وسنه وجلالة قدره تقبل لكن أما أن اليوم واحد من الشباب شايف إن ارتفاع الصوت وهذا يحصل وتصير معركة في ..! فالمقصود إذن أن إنكار المنكر لا بد أن يكون بفقه وسمع رجلا يحلف بالكعبة فقال ويحك لا تفعل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من حلف بغير الله فقد أشرك ابن عمر كان متمسكا بالسنة جدا من أعظم ما يميز هذه الشخصية تمسكها بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الملك بن مروان كتب إلى الحجاج لا تخالف عبد الله بن عمر في شيء من أمر الحج وجعل الحجاج أميرا على الحج والناس تتبع الأمير في الحج وهو الذي يبدأ فيمشون وراءه وهو الذي يفيض فيفيضون وراءه فلما كان يوم عرفة جاءه عبد الله بن عمر حين زالت الشمس يقول سالم ولد عبد الله وأنا معه مع أبي فصاح به عند سرادقه أين هذا ما قال أين الحجاج هو يعرف ظلم الحجاج أين هذا فخرج عليه الحجاج وعليه محلفة معصفرة قال مالك يا أبا عبد الرحمن قال الرواح إن كنت تريد السنة قال أهذه الساعة قال نعم قال فأنظرني حتى أفيض علي ماءا ثم أخرج ما تركه ومشى لا فنزل عبد الله حتى خرج الحجاج يقول سالم فصار بيني وبين أبي الحجاج سار بيني وبين أبي فقلت له يقول سالم إن كنت تريد أن تصيب السنة اليوم فأقصر الخطبة وعجل الصلاة فجعل الحجاج ينظر إلى عبد الله بن عمر إلى الأب كي ما يسمع ذلك منه فلما رأى ذلك عبد الله أن هذا ينتظر قال صدق سالم فهذا رب ولده على الفقه وعلمه وعلى الجرأة في الحق وعلى الاهتمام بالسنة ولذلك الأب من جهة والابن من جهة في الحجاج وكذلك فإن ابن عمر رضي الله عنه كان مرجعا للناس في المسائل ومن المسائل التي كان يكثر السؤال عنها الطلاق لأنه قد حصلت له هو نفسه رضي الله عنه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك قصة تعلم منها دروسا بليغة ومن الاستفتاءات التي سئل عنها أن ثابت أبن الأحنف تزوج أم ولد لعبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب كان شديد الغيرة وكان لا يمكن أن يسمح لأحد تزوج امرأة من بعده مادام هو وطئها لو طلقها أو أمة باعها ما يرضى أن أحدا يتزوجها من بعده ويطأها طبعا غيرة ليست في محلها فثابت بن الأحنف تزوج أم ولد لعبد الرحمن بن زيد بن الخطاب قال فدعاني عبد الله بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أبنه فجئته فدخلت عليه يقول ثابت بن الأحنف فإذا سياط موضوعة مجهزة سياط من التي يعذب بها وإذا قيدان من حديد مجهزة في المجلس وعبدان له قد أجلسهما جاهزين للتربيط والجلد فقال طلقها طلق أم ولد أبي الآن هذا عبد الله بن عبد الرحمن يتكلم طلقها وإلا والذي يحلف به فعلت بك كذا وكذا فقلت هي الطلاق ألفا ما هو بس ثلاثة إذا المسألة فيها قيد وسياط وعبيد وليشهي الطلاق ألفا فخرجت من عنده فأدركت عبد الله بن عمر بطريق مكة فأخبرته بالذي كان من شأني فتغير عبد الله وقال ليس ذلك بطلاق وإنها لم تحرم عليك فأرجع إلى أهلك فلم تقررني نفسي حتى أتيت عبد الله بن الزبير وهو يومئذ بمكة أمير عليها فأخبرته بالذي كان من شأني وبالذي قال لي عبد الله بن عمر فقال لي عبد الله بن الزبير لم تحرم عليك فأرجع إلى أهلك يعني وافق عبد الله بن عمر في فتواه وكتب إلى أمير المدينة أن يعاقب عبد الله بن عبد الرحمن الذي فعل معه هذا وهدده وأن يخلي بيني وبين أهلي يعني لا يتعرض لهما وتزوج وعبد الله بن عمر حضر وليمة زفافه على هذه المرأة حضر وليمة زفافه ابن عمر رضي الله عنه كان شديدا على أهل البدعة حاسما في الموضوع ولذلك لما ظهرت فتنة القدر وناس يقولون إن الله ما كتب هذه الحوادث ما كتب في اللوح المحفوظ الأقدار وقامت عندهم قضية لأنه في أشياء من الشر وكيف الله يقدر الشر والله يقدر خير والشر ابتلاء وفتنة للناس ذهب اثنان من المسلمين حاجين أو معتمرين عن يحيي بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن الحميري ليسألا واحد من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام أحد الصحابة عن هذا هذه البدعة بدعة القدرية فوفق لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب داخل المسجد فكتلفته أنا وصاحبي أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي فقلت أبا عبد الرحمن إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرءون القرآن ويتقفرون العلم ويدعون العلم وذكر من شأنهم وأنهم يزعمون أن لا قدر وأن الأمر أنف يعني مستأنف الآن يحدث ما كتبها ما قدرها الله عزوجل الواحد يخرق فعله بنفسه قال فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم براء مني والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه ما قبل الله منه حتى يقبل بالقدر وحدثه بحديث جبريل وفيه من أركان الإيمان أن تؤمن بالقدر خيره وشره وأنه من الله تعالى كان واضحا غاية الوضوح كان يبين الحكم الشرعي ويورد الدليل عليه جاءه رجل قال يا أبا عبد الرحمن إني أسلفت رجلا سلفا وأشترط عليه أفضل مما أسلفته مثلا أسلفه بكرا أو جملا صغيرا وأشترط عليه أن يرد عليه جملا كبيرا مثلا فقال عبد الله بن عمر فذلك الربا قال فكيف تأمرني يا أبا عبد الرحمن قال عبد الله السلف على ثلاثة وجوه سلف تسلفه تريد به وجه الله فلك وجه الله وسلف تسلفه تريد به وجه صاحبك فلك وجه صاحبك يعني واحد ما فكر بالآخرة ولا في الأجر ولا لوجه الله وإنما فقط علاقات محبة أو صداقة لشخص فأسلفه لصداقته لمنزلته لأنه يريد أن يصطنع معروفا عنده قضية شخصية فقط لكن لا يرجوا أجرا ولا ثوابا لو كان يقرضه أنه أخوه في الله وأنه يريد أن ينقذ أخاه في الله من محنة أو يخرجه من ورطة أو أنه يفرج عنه هما لقلنا أن هذا أجر وثواب لله لكن هذا في قضية شخصية ما رجاء بها وجه الله قال سلف تسلفه تريد به وجه الله فلك وجه الله وسلف تسلفه تريد به وجه صاحبك فلك وجه صاحبك تريد أن يمدحك يثني عليك يحفظ لك هذا المعروف يحفظ لك هذا الموقف كما يقولون سجلنا موقف قال وسلف تسلفه لتأخذ خبيثا بطيب فذلك الربا قال فكيف تأمرين يا أبا عبد الرحمن قال أرى أن تشق الصحيفة التي ألزمته فيها بدفع ما هو أزيد وأكثر فإن أعطاك مثل الذي أسلفته قبلته وإن أعطاك دون الذي أسلفته فأخذته أجرته وإن أعطاك أفضل مما أسلفته طيبة به نفسه يعني بعد ما زال الشرط الآن وانتهى ذلك القيد عليك قال فذلك شكر شكره لك ولك أجر ما أنظرته يعني أخرته وهو القرض لأن الإنسان يؤجر في القرض ولو رد إليه المال مقابل الانتظار فعندما يقول الغربيون الوقت مال فكيف ننظر بلا مقابل فنأخذ الزيادة مقابل التأجيل والتأخير فنقول في الإسلام مقابل التأجيل والتأخير أجر من الله تعالى فهذا الفرق بيننا وبينهم فإذا بطل الشرط الذي ثبت في الصحيفة وسقط فعند ذلك هو في حل مما يفعل لك ما أعطيته فإن زاد طيبة به نفسه فهو مأجور وإن نقص فقبلت أنت فأنت مأجور على قبولك الأقل وعلى الإنظار وإن أعطاك مثله فلك أجر الإنظار وأجر القرض عبد الله بن عمر رضي الله عنه حصلت رؤيا في حياة النبي عليه الصلاة والسلام يقول كنت غلاما شابا وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهب بي إلى النار فإذا هي مطوية كطي البئر وإذا لها قرنان وإذا فيها أناس قد عرفتهم فجعلت أقول أعوذ بالله من النار فلقينا ملك آخر فقال لي لم ترع فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلا فسرها له بنجاته من النار لأنه عرض عليها ثم عفي منها وقيل له لا روعة عليك وذلك لصلاحه لكن هذه الرؤية للنار كان فيها تنبيه لعبد الله بن عمر على أشياء يتقي بها النار وهو قيام الليل ولذلك كان ينام في المسجد لأنه ما كان عنده بيت فيتعبد في المسجد حتى بنى بيته وإلا المسجد أصلا ما يجوز أن يتخذ فندقا ومأوى ومطعما إلا عند الحاجة مثل أهل الصفة كان ابن عمر رضي الله تعالى عنه إذا فاتته صلاة العشاء أحيى بقية الليل كان يصلي من الليل ويقول يا نافع أسحرنا بلغنا وقت السحر فيقول لا فيعاود الصلاة ثم يقول يا نافع أسحرنا فيقول نعم فيقعد يستغفر ويدعوا حتى يطلع الفجر لأن الله قال وبالأسحار هم يستغفرون كان يحيي ما بين الظهر والعصر هذه من أوقات الغفلة مثل بين المغرب والعشاء تحيى بالصلاة من سنة السلف صلي ما شئت بلا عدد معين وكان يتوضأ ثم يصلي فيرجع إلى فراشه فيغفي إغفاءة الطائر ثم يثب ثم يتوضأ ثم يصلي وربما فعل ذلك في الليل أربع مرات أو خمسة وكان ابن عمر كما يقول عنه نافع يفعل شيء لا تطيقونه الوضوء لكل صلاة والمصحف فيما بينهما يقول نافع عن ابن عمر إنه كان يحيي الليل صلاة ثم يقول يا نافع أسحرنا وكان يسرد الصوم فيصوم كثيرا رضي الله عنه وكان يتحرى سنة النبي عليه الصلاة والسلام إلى الغاية لما سمع لو تركنا هذا الباب للنساء ما دخل ابن عمر منه حتى مات ما يوجد أتبع للأثر معروف في الصحابة مثل ابن عمر رضي الله عنه حتى فعل أشياء لا يوافق عليها يعني بعض الأشياء التي كان النبي عليه الصلاة والسلام يفعلها مقتضى الخلقة أو الطبيعة أو الجبلة غير مراد منها التأسي للعبادة التعبد كان هو يحرص عليها مثل أن ينيخ ناقته في المكان الذي أناخ فيه النبي صلى الله عليه وسلم ناقته أن يقضي حاجته في المكان الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقضي فيه حاجته هذه الأشياء ليست محلا للتعبد والاستنان لكن من شدة حرصه أنه كان على السنة فيريد أن يوافق حتى في هذه الأشياء فمثل هذ